الدكتور جان زيغلر في كتابه (الحقد على الغرب)
من منشورات جروس برس يروي أحداثا عاصرها بنفسه أبان عمله كمقررا خاصا للأمم
المتحدة بالحق في الغذاء من 2001 الى 2008م تثبت (أي الأحداث) مسلك دول شمال الكرة
الأرضية (الغرب) بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على ثروات دول
العالم الثالث (من نيجيريا الى بوليفيا) ونهبها على حساب عذاب أهلها وجوعهم وتدني
مستوى المعيشة فيها.
ضمن سرد تلك الأحداث اقتبس السيّد زيغلر في
كتابه جزءً من كلمة وزير العدل في ساحل العاج حينما صعد الى المنصّة في ديربان في
2 أيلول 2001 وفاجأ الحضور بقوله: إذا كنتم تعتقدون أن الرق قد زال فأعيدوا
التفكير في الأمر مجددا، اذ كيف يمكننا ان نعتقد ذلك وسعر سلعة استغرق صنعها أشهرا
طويلة وكلفت ملايين المزارعين جهدا كبيرا تحت وطأة الشمس وتحت الأمطار يحدده شخص
جالس على كرسي أمام حاسوب في مكتب مكيّف دون أن يأخذ شقاءهم بعين الاعتبار؟
وقد طرح الكاتب عدة تساؤلات مثل كيفية اجبار
النظام الرأسمالي الجديد المعولم على الكفّ عن اخضاع باقي العالم لسلطته المجرمة؟
كيف يمكن دفع الغرب الى تحمّل مسؤولياته؟
ما السبيل الواجب اتباعه كي لا تسد آفاق دولة
القانون بسبب المظالم التي تُرتكب باسمها الى آخر تلك التساؤلات التي تُطرح في كل
مناسبة يُتهم فيها الغرب بالعديد من أساليب الانتهاكات ضد الشعوب الضعيفة مسلوبة
الارادة.
أخذني كتاب الحقد على الغرب الى آفاق كتاب آخر
قرأته في زمن مضى بعنوان (الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية) من منشورات "طوى"
للروائي والصحفي الأوروغوياني "إدواردو
غاليانو" والذي شرّح فيه جسد دول أمريكا اللاتينية وكشف عن ثرواتها المنهوبة
من قبل الدول المستعمرة " البرتغال، اسبانيا، هولاندا، بريطانيا العظمي،
وأخيرا الولايات المتحدة الأمريكية ".
هذان الكتابان أعتبرهما من أكثر الكتب فضحا
للغرب والتي تُجيب على سؤال بعض مثقفي أمريكا: (لماذا يكرهوننا)؟
ابوسحر
No comments:
Post a Comment