Friday, October 4, 2019

نشر الأحشاء للغربان



الإعلام أيها السيدات والسادة (التقليدي منه والحديث) علم وابداع بجانب الأهداف المتعارف عليها، والاعلام المحترف هو ذاك الذي يصنع الرأي العام للشعب وليس إثارة سخطهم واستفزازهم، هذا غير عرض حاضر وماضي ومستقبل الوطن بشكل صادق لا زيف فيه ولا مبالغة وتطلعات أهله و ثقافتهم وإبراز تراثهم الفني والفكري للآخرين لهذا لا يمكن أن يكون (أي الإعلام) سقط متاع يلتقطه من لا شغل له ولا مهنة.

ربما وجدها البعض فرصة للتكسّب المادي ( بزنس) من خلال نشر الإعلانات، والمُعلن في كثير من الأحيان لا يهمه الارتقاء بالعقول أو استنهاض الأخلاق أو قول الحقيقة إذ ليس لديه من هدف غير الوصول الى أكبر عدد ممكن من المستهلكين ومن كافة الشرائح.

حين انفجر الفضاء عن آلاف القنوات الفضائية انكشف المستور وبان المُغطّى، حيث كان الفرد منا يعتقد بأن عقول الناس وأفكارهم/أذواقهم/سلوكهم هو ما يعرفه من خلال الاحتكاك المباشر بهم ولكن سرعان ما تكشّف له واقع (تعيس) لا يمكن تخيله لولا هذه القنوات الفضائيّة ومنصات السوشيال ميديا.

في هذا الصدد تذكرت مسرحية سعودية حضرت عرضها أثناء مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة قبل سنوات مضت. صوّر مؤلف المسرحية حال الفضاء وهو يهطل بأكياس النفايات السوداء وقد أبدع المخرج في تجسيد هذا المشهد التراجيدي الصادم.

ابوسحر

2 comments:

اتصل بنا

Name

Email *

Message *