أحد (الكلمنجيّة) الأمريكان تحدّث في برنامجٍ مُتلفز عن(فكرة مشروع)
يهدف إلى رفع معنويات الإنسان ودعم مستوى رضاه وقناعته عن مسار الحياة، تتمثل الفكرة
في أن يتعاهد الفرد مع ذاته بأن لا يتذمّر من أيّ أمرٍ ولا يتشكّى ويحاول إقناع
نفسه بالرّضا لمدة زمنية أظنّه قد حددها بثلاثة أسابيع وحتى يتذكّر الإنسان حكاية
عدم التذمّر فلا بد من اقتناءِ سِوار لونه بنفسجي يضعه على معصم إحدى يديه وفي
حالة( خرق ) المعاهدة يقوم بتبديل مكان السوار إلى اليد الأخرى وقد لاقت هذه
الفكرة قبولاً لدى شريحة لا بأس بها من المجتمع الأمريكي خصوصا ممن يعشقون الصرعات
الجديدة!
رغم بساطة الفكرة إلا أن
تطبيقها في بلداننا العربية قطعاً سيفشل بسبب تعقيدات الحياة وما يصاحبها من إخلالاتٍ
وإخفاقات في تحقيق ما يتطلع اليه الفرد حتى في الحدود الدُنيا وبالتالي لا مناص من
التذمر وعدم الرضا، وقد(تخيّلت) تطبيق الفكرة في مجتمعنا لقياس مدى رضانا عن سير
الحياة فخرجت بالتالي:
·
سيخرج الإنسان عن طوره فور خروجه من
منزله بسبب أنماط سلوك شريحة كبيرة من المجتمع أثناء قيادتهم للمركبات إذ يتم
التعدي على حق الفرد (بالأمنِ) فيشعر الإنسان بأنه مُهدد في سلامتهِ من قبل
المتهورين والمستهترين كباراً وصغاراً وعندها يصعب ضبط النفس، وأسلم طريقة للتعبير
عن رفض هذا التعدي هو التذمر (طبعاً بين الإنسان ونفسه داخل سيارته) إذ لو عبّر عن
سخطه وعدم رضاه للشخص المُعتدي لوصل الأمر إلى مآلات لا يحمد عقباها، ومن تلك
اللحظة سيتم تبديل مكان السوار البنفسجي وفي الساعة الأولى لعقد المعاهدة!
·
لو كانت المحطّة التالية مُراجعة
إحدى الدوائر الحكومية فالأولى رمي السوار في أقرب حاوية قمامة بسبب استحالة
المرور من منضدة أوّل موظف عمومي دون منغصات تتلف الأعصاب.
· أووه
اينك ايها السوار البنفسجي عن الارتفاع الكبير وغير المبرر لفواتير الماء والكهرباء
وكذا الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاستهلاكية أو توسّل العُمّال للقيام بعمل
مدفوع الأجر والمماطلة في المواعيد ومحاولة استغلال الحاجة في دفع أكثر مما
يستحقون ..الخ ..الخ
·
النتيجة النهائية فشل الفكرة لانكشاف
مستوى الرضا عن الحالة العامّة في الساعات الأولى من لبس السوار وليس خلال ثلاثة
أسابيع (الكلمنجي) فتذكرت القول المشهور إن "هناك نوعين من المشاكل، إحداها
التي تُحلّ ذاتيّاً والأخرى تلك التي لا حلّ لها فإذا عرف الإنسان هذه الحقيقة
فيجب عليه الكف عن الشكوى" بلا سوار بلا كلام فاضي
ابوسحر
aalkeaid@hotmail.com
زمان قالوا عن الانسان "الكلمنجي" أنه "فنجري بق"!! أي أنه يتحدث ويقدم الوعود عمال علي بطال. كلامه كثير ولا يترك أحداً للحديث!! والكلمنجي يفضل دائماً الظهور في الصورة ولفت الأنظار وفرض الوصاية برأيه علي الآخرين حتي ولو كان الرأي خطأ!!
ReplyDeleteأحسنت أخي ايمن، أشكرك على الاضافة
ReplyDelete