Thursday, November 14, 2019

يقول عنها (الوالدة) كي يوحي بالفرق ما بين(الأم) الرؤوم وبين من (ولدته) من بطنها



حين اقتنيت كتاب «حكاية رجل اسمه دايف» من تأليف الأميركي دايف بيلزر ظننت للوهلة الأولى بأنني سأدخل عالم السحر الروائي وأقضي ساعات ماتعة مع الخيال في تتبع أحداث وشخوص الحكاية.

لكن هذا لم يحدث بل على العكس كلما توغّلت في القراءة يزداد شعوري بالانقباض ويتعاظم تعاطفي مع بطل الحكاية ذلك الطفل الصغير الذي اسمه (دايف) بسبب ما يتعرّض له من تعنيف وظلم بل وتعذيب من قبل أمّه التي يصرّ على تسميتها ب(الوالدة) لكي يوحي بالفرق ما بين أن تكون أُمّا رؤوما حنوناً وبين من ولدته من بطنها فأصبحت والدته بالانجاب.

 موضوع الحكاية إذاً عن العنف الذي يتعرّض له الأطفال داخل بيوتهم حيث يسترجع المؤلف تجربته المريرة مع والدته وكيف كانت تعامله بكل قسوة بسبب ادمانها شرب (الخمر) ثم يتحدث عن وجع صمته عن البوح لأحد بما يعانيه خوفاً من انتقامها الى أن اكتشف أحد معلميه حالته وقام بإبلاغ السلطات التي بدورها أنقذته بانتزاعه من عذاباته وإلحاقه تحت رعاية اسرة متطوعة لتتبنى احتضانه حتى سن الرشد.

تقول السيدة «كلير جاغواير» وهي مُعالِجة متخصصة في شؤون الأسرة (حسب الكتاب) إن روعة المؤلف بيلزر تكمن في تمكنه من أن يحوّل معاناته الشديدة الى حياة كرّسها ويكرّسها لمساعدة الآخرين وكيف استطاع أن يسامح والدته القاسية من خلال قدرته الشافية على التسامح.

قُلت:

لنتحدث عن أطفال مجتمعنا العربي الذين يعاني (الكثير) منهم الأمرين بين جدران منازلهم وداخل محيطهم الأسري المُغلق في ظل عدم ملاحظة المدرسة تلك المعاناة فلمن يلجأون؟

هل فكّرتْ منظمات الطفولة المحليّة في حكاية منع العنف الأسري قبل وقوعه وجعل تلك القضية أولوية تُحرّك الرأي العام وتدفع المهتمين للاشتغال الجاد من أجل فلذات الأكباد أم ستظل حكايات تعنيف الصغار المؤلمة تصدمنا في كل يوم؟

ثقوا بأن الأطفال لن ينتصروا لأنفسهم من ذوات أنفسهم وسيستمر صمتهم خوفا من عقاب آخر وعذاب آخر.

ابوسحر

aalkeaid@hotmail.com

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *