والدان مفجوعان بابنهما الشاب جرّاء
احتراقه وشاحنته الصغيرة بسبب حادث مروري في أمريكا.
قرأت عن إصرارهما على وجود خلل في
التصنيع أدى لاحتراق الشاحنة وبالتالي تفحّم جسد الابن وفقده للأبد
قررا البحث عن الحقيقة مهما كلّف
الثمن
لم يستكينا حتى يُقاضيا شركة تصنيع
السيارات
لم يفقدا الأمل بعد أن فقدا ابنهما
الوحيد
طرقا كل الأبواب ليس فقط من أجل
تعويض مالي لن يُعيد الراحل العزيز بل من أجل حماية بقيّة البشر من مأساة قد تحدث
لأحد فلماذا لا يوقفان المأساة قبل وقوعها. سألا الخبراء والمختصين في هندسة
السيارات ووسائل السلامة وغيرها.
أمام إصرارهما العجيب قررت الشركة
إجراء تحقيق فني حتى يرتاحوا من وجع الدماغ ويثبتوا بأن لا عيوب مصنعيّة. المفاجأة
أن الخبراء أثبتوا بعد تجارب فرضية أتلفوا فيها مجموعة من المركبات التشبيهية التي
صُممت لهذا الغرض بأن وجود خزان الوقود في مكانه الحالي وطريقة عمله يؤدي بالفعل
لاحتراق السيارة في حالة الاصطدام الجانبي.
للعلم فقد قدّمت الشركة مبلغ (60) مليون دولار تعويضاً
مالياً للأبوين وتم سحب جميع السيارات لذلك الموديل لتعديل وضع خزّان الوقود
سبب سرد هذه الحكاية سؤال يلحّ في ذهني
ماذا لو وقعت تلك الحادثة في بلدِ
عربي؟
هل سيُفكّر أصلاً أهل الضحيّة بوجود
سبب للحادث غير القضاء والقدر؟
فيما لو فكروا إلى أين سيحملون
شكوكهم تلك؟
فيما لو اهتدوا لجهة ما, هل ستستقبل
تلك الجهة شكواهم بصدر رحب واهتمام؟
ثم أين هم الخبراء أو هي المختبرات
الفنيّة التي يمكنها كشف العيوب المصنعيّة
وأين الجهات العدليّة(المحاكم) التي
يوجد بها قُضاة مُتخصصون يقبلون الفصل في قضايا كهذه؟
ابوسحر
aalkeaid@hotmail.com
No comments:
Post a Comment