Friday, December 6, 2019

خطر الطواحين


طواحين تضخ الخرافات والخزعبلات والدسائس من كل اتجاه.

 المُشكلة ليست في الطواحين ومنتجاتها بل في المتلقي الذي يؤمن بما تلفظه ثم ينطحن معها نتيجة تصديقه لما تحتويه.

نحنُ إذا أمام قضيّة لها أكثر من بُعد أحدها أن المتكلم سواء أكان واعظاً أم كاتباً أو سياسياً وحتى معلماً أو موجها يُعتبر في حكم الطاحونة التي تُنتج مفردات وكلمات يتلقفها (المتلقي) السامع أو المشاهد والقارئ  يتأثر بها في الغالب ويؤمن، ومن ثم تتلبسه ويتبنى ما تدعو إليه وبهذا تكاد أن تصبح في حكم الحقائق الثابتة.

لا طاحون إلاّ وله أهداف من طحنه إن لم يكن أجندات يبتغي تحقيقها.

البُعد الآخر للحكاية هو متلقي ذلك الإنتاج الذي أتخيل رأسه كالكيس الذي يُملأ بما تقذف بهِ تلك الطواحين ، وهذا لهُ عدة هيئات يطول تفصيلها لكنّي سأركّز على ذلك الذي لا يُخضع ما يُكيّسه في رأسه للتحليل والتدبر والفحص ومن ثم الفلترة .

هذا الصنف من الكائنات أعتبره الضحيّة بل الصيد الثمين للطواحين خصوصاً الشريرة منها.
 أصحاب العقول السطحية الذين تُبهرهم الطواحين وما تُنتج هم لُب الحكاية، فحين يصعب إسكات جعجعة الطواحين يفترض التركيز عليهم ولندرّبهم على اكتشاف  الحقائق والتفريق بينها وبين الخزعبلات والاكاذيب ولا نتركهم صيدا سهلا لأصحاب النوايا المدسوسة أو الماكرة

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *