Friday, December 13, 2019

فساد لا يكتشفه الميكروسكوب


لا أتفق تمام الاتفاق مع مقولة إن المال السايب يعلّم السرقة لأننا إذا آمنّا بهكذا مفهوم فكأننا ننزع الثقة من كُل الناس وهذا غير صحيح فكم من إنسان لو تهيأت له كل سبل الفساد وإغراءات الثراء غير المشروع مع حاجته للمال لا يُمكن أن يسرق أو أن تتلوث صفحات حياته بأي شائبة حتى ولو كانت صغيرة.

 صحيح المال السايب يُغري أصحاب الأنفس الدنيئة والضمائر الميّتة للعبث به ولكن بدلاً من أن نلوم الذي جعل هذا المال العام أو الخاص متاحاً للفاسدين يجب أن نلوم أنفسنا كيف لم نُحصّن الأجيال ونغرس في وجداناتهم التعفف عن الفساد وأنه نقيصة تُعيب الفرد وتشرخ سمعته للأبد، ومن ذا الذي يرضى بوصف الــــ(لص) ؟؟

قد يقول قائل كم حذّرنا أولادنا  من كذا وكذا يقصد إفهامهم بنقيصة الفساد أو التعدي على مال ومُمتلكات الغير..! صحيح انهم لم ولن يستوعبوا كلاماً نظرياً وقائلهُ لا يُطبق ما يقول؟؟ كيف؟؟

أقول لكم كيف:- ألا يوجد تجاوزات في استخدام المال العام المتمثل في سيارات الدولة وأجهزتها وموظفيها؟؟

كم من موظف يستخدم سيارات رسمية لحاجاته الخاصّة وأسرته وأولاده؟؟

كم من مسئول فرّغ بعض موظفيه (وظائف رسمية) للعمل في مزرعته أو استراحته أو لقضاء أمور بيته؟؟

 كم من موظف اسمه في قوائم الانتداب وهو يسوح مع أولاده في إجازة خاصة والأولاد يعرفون كل التفاصيل التي حاكها (السيّد الوالد) كي يحظى بهذه الإجازة مدفوعة الثمن من خزينة الدولة؟؟

من المؤكد بأن هناك قائمة طويلة من هذه التجاوزات التي تُعد في حُكم الفساد ولكنها تُخفف لتقليل أثر المفردة على النفس التي ستستمرئ بعدها ما هو أكبر، إذاً هو ليس مالاً سائباً يُعلّم السرقة لكنها خيانة للأمانة.
aalkeaid@hotmail.com

No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *