Thursday, December 19, 2019

ما أشبه الليلة بالبارحة


كنت أقرأ في كتاب التاريخ الاجتماعي للوسائط من "غتنبرغ" إلى "الانترنت" تأليف آسا بريغز و بيتر بورك والذي ترجمته ونشرته عالم المعرفة فتوقفت مليّاً عند فقرة أراد المؤلفان فيها توضيح انعكاسات نمو التجارة على الاتصال الشفهي فأوردا قصّة التاجر اليهودي الشرقي جوزيف بينسو دي لافيغا والذي قدّم وصفاً حيّاً لبورصة أمستردام(سوق الأسهم) في عام (1688) أي في القرن السابع عشر أوضح فيه أن ممارسة المضاربة بحصص الشركات أو اسهمها بل حتى المضاربة على الصعود والهبوط في البورصة كانت قد أصبحت ممارسة معروفة في ذلك الوقت وكان من المُعتاد النشر المُتعمّد للإشاعات لرفع الأسعار أو خفضها، وتم الربط بين تقلبات تداول الأسهم وتأثرها بتقلبات الحالة النفسيّة من الهوس إلى الاكتئاب.

أعدت قراءة هذه الفقرة وعلى الفور تذكرت مقولة بعض المسئولين (لقد بدأنا من حيث انتهى غيرنا) فتساءلتُ في نفسي إذا كانت المدّة الزمنيّة الفاصلة بين بداية وجود شيء اسمه سوق للأسهم في بلادنا ومعظم الدول العربية وبين بورصة أمستردام على سبيل المثال تبلغ عدّة (قرون) فهل بالفعل كانت بدايتنا من حيث انتهى غيرنا..؟؟

 قُلت: لا أعتقد والدليل أننا لم نستفد من تجارب غيرنا فمن تابع ما جرى في الماضي القريب في أسواقنا المالية سيعرف من فوره أن (الحكاية) كانت أشبه بخطّة كُرة القدم ايام زمان (طقّها والحقها) فلم نبدأ إذاً من حيث انتهى غيرنا ولا هُم يحزنون.

قلبي مع كل من خسر أمواله في بورصة (معاهم  معاهم، عليهم عليهم) في أي بلد كان.

aalkeaid@hotmail.com


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *