Sunday, December 29, 2019

وجه أمي طرد عنّي الشيطان



حين هممتُ بغرز حقنة المخدّرات في وريدي بزغ وجهٌ طاهر أعرفه جيداً. أصابني الهلع والخوف فألقيت بالحقنة جانباً وقفزتُ أرغب في احتضان أمي وتقبيل رأسها والاعتذار لها، ولكن كل ما رأيته كان خيالاً ولم يك حقيقة.

 تابع الشاب اليافع حديثه : أمي التي انا وحيدها من الذكور لا تعرف بأنني أدخن السجائر العادية وأعرف بأنه سيُغشى عليها فيما لو سمعتْ مجرّد سماع بأنني أشرب (التتن) فنحن أسرة محافظة ولم يك في منزلنا مُدخّن أبدا فكيف بالله عليك لو قيل لها بانني اتعاطى المخدرات؟ وربي أعتقد بأن قلبها سيتوقف وتموت في الحال فالموت في نظرها أهون. 
سألته: اذا ما السبب الذي دعاك للتفكير في تجريب المخدرات؟

قال: هي الشيطان، تلك الفتاة الملعونة التي ما ان رأتني في ردهة الفندق خارج المملكة حتى قررتْ بينها وبين نفسها بان أكون صيدها السمين ، فاستخدمتْ معي كافة وسائل الإغراء حتى أوقعتني في شباكها. كنت وحدي في سفري هذا لأول مرّة خارج الوطن فاستغلتْ وحدتي وضيقي كي تؤانسني (حسب زعمها) وحتى لا أجفل منها لم تقدّمُ لي المخدرات إلاّ بعد تعارفنا بثلاثة أيام. 
صارحتني بانه حتى تكتمل (متعتنا) لابد من حقنة (هيروين) واخذتْ تُزيّن لي المباهج والشعور بالسعادة لو أخذت جرعة صغيرة منه وبالفعل حين هممت بذلك بزغ في ذهني وجه أمي الطاهر الذي انتشلني من السقوط في الهاوية.

كانت عينا محدّثي الشاب تذرف الدمع وهو يروي لي تجربته المريرة حين قرر السفر لرؤية العالم بعد وفاة والده الذي ترك ميراثاً كبيراً كان نصيب صاحبنا هذا ابن الثانوية العامة عدة ملايين. لكن بدلا من ذلك وجد نفسه يخوض تجربة مثيرة كادت تُنهي حياته مبكرا لولا دعوات أم صالحة واستيقاظ ما غفا داخل وجدانه ثم عودته للوطن من أقرب طريق دون ان يكمل رحلته حول العالم.


2 comments:

اتصل بنا

Name

Email *

Message *