Monday, December 9, 2019

سماع رأي النقاد ثقة بالنفس


الأمم العظيمة هي تلك التي تسمح بالنقد بل وتحث على ممارسته لهذا حق لها البقاء والتطوّر ، أما المجتمعات التي تضيق بالنقد وتُحاربه فهي بحاجة الى إعادة تصحيح مفاهيمها لأن المدينة الفاضلة كانت حلم أحد الفلاسفة وليست واقعاً حقيقياً.

أقول قولي هذا بمناسبة ضيق البعض في مجتمعاتنا العربيّة من نقد وسائل الاعلام والاتصال لمشاكل وقضايا كانت في حُكم (التابو) إذ لم يكن من المُمكن مسّها أو الاقتراب من حِماها لولا هذا الانفجار الفضائي الذي حطّم كل احتكار للرأي وفتح الآفاق لقول كل شيء وبدأ الناس يسمعون ويشاهدون قضاياهم وهمومهم المسكوت عنها بل ويُشاركون في طرح آرائهم وأفكارهم وما يعتقدونه مناسباً لحياتهم ، البعض الغاضب من هذا النقد يعتقد بأن ما يطرح لا يمس الواقع بل هو محاولة لتشويه سمعة وطهارة المجتمع.

 مثل هكذا تفكير لا يُمكن لأي مشروع إصلاحي أو تنموي أن ينجح إذ لابد من سماع كافّة الآراء والبدء بالمخالفة منها وفي النهاية لن يصحّ إلا الصحيح

يُجمع المؤرخون على أن غياب النقد بكافة اشكاله ومفاهيمه في أيّ حضارة أو أمّه قد يساهم بتقهقرها، لهذا يحرص المسؤولون في المجتمعات المتحضّرة على سماع رأي النقّاد كل في مجاله واعطائهم مساحة كافية ومضمونة من الحُريّة يتحركون فيها لإبراز العيوب وطرحها على طاولات التشريح.

aalkeaid@hotmail.com


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *