Saturday, February 22, 2020

رجلٌ ثار على الزحام والفوضى، فقام بتنظيم حركة السير


رجلٌ ثار على الزحام والفوضى، فقام بتنظيم حركة السير



في البداية تم اقصاؤه فعاد، وتكرر الإبعاد فازداد العناد، وحينما لمسوا فيه الخير تجاهلوا وجوده على مضض وتركوه يمارس جنونه العاقل.

رأيته يقف شامخاً تحت وهج الشمس كحقيقته الساطعة فتوقفت ارقبه عن بعد وفي ذهني يدور أكثر من سؤال، فهيئته وسلوكه يثيران شهوة الفضول للولوج الى حياته فلابد ان هناك سراً او مجموعة اسرار كامنة داخل فراغات روحه.

* تنظيم حركة التقاطع

لا يعرف السكون فهو المتحرك دائماً وفي يده عصا الموسيقار يؤلف بها مقطوعات تنظم حركة الناس والسيارات حيث اكتشف بحسه فوضانا وعدم قدرتنا على ضبط إيقاع تحرّكاتنا فاراد ان يثبت فشلنا وقام بدور المصلح لما فسد تطوعاً.

* الطريق المؤدي الى حلوان


على ضفاف نهر النيل وفي الطريق الموازي لكورنيش المعادي باتجاه حلوان يقف كل يوم ممسكا بعصاه الطويلة. اختار هذا الموقع بالتحديد ليقوم بتنظيم حركة السير. 
ظن الناس في البداية انها نزوة رجل ثار على الزحام والفوضى في لحظة غضب وسيكفّ حال هدوء نفسه ولكن الرجل داوم بانتظام شديد على الحضور يومياً الى موقعه، لا يكلم أحدا ولا يستجدي من أحد.
 قيل بأنه يسكن بعيداً فيأتي مشياً على الاقدام مستقبلاً صباحاته بتنظيم ما نبعثره من فوضى فيقوم بكنس بقايا تهورنا. 
يقف كرمح مغروس في خاصرة التقاطع يؤشر فيقف اعتى السائقين واكثرهم نزقاً حتى يسمح له بالمواصلة مرة أخرى.
* حالة حِداد على الأخلاق

يلبس ثوباً اسودا ويعتمر طاقية سوداء وفي قدميه يلتصق حذاء اسود ربما يكون لونه الأصلي قد(بهت) بفعل الزمن او انه استقى لون (الاسفلت) الذي ينزرع عليه جل نهاراته. القاسم المشترك الأعظم في حياة صاحبنا هذا هو (السواد) وكأنه في حالة (حداد) دائم او هو يعلن لون حالنا الملطّخ بالسواد والعتمة رغم ادعائنا زوراً وبهتاناً صحة نوايانا (البيضاء) مع ان السواد الأعظم منّا يمارس البغضاء والحسد والحقد وإقصاء الآخر والظلم والقمع والغش الى آخر قائمة الظلام تلك.


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *