Monday, May 18, 2020

الأشهب، مذكرات قط شوارع


 
الأشهب مذكرات قط شوارع 
مقدمة :                                                      

تغصّ مدينتنا بالقطط، تلك السنّوريات التي تزاوجت وتوالدت وكبرت وعاشت حياتها بين الأزقة والطرقات وبجوار حاويات النفايات وفي مداخل العمارات السكنية وتتعرض هذه الكائنات المُسالمة للمطاردة والأذى والتعذيب من قِبل أولئك الذين يفتقدون للاحساس والرحمة، ناهيك عن سحقها تحت كفرات السيارات المسرعة

 تحتضر وحيدة، ترتعش ثم تُسلم الروح.

قططنا في هذه الحكاية غير.

قطط ذكيّة وجدتْ في حديقة الحي الراقي ملجأ وملاذا. يروي حكاياتها قط أشهب اللون والمزاج طردهُ (رب نعمته) أو كافله منذ كان بزّوناً صغيرا بالكاد يدرج على أربع وسبب طرد (ابورمش) وهي كُنية رب الأسرة التي تبنّت الأشهب، بسبب تعلّق اطفاله خاصّة دلّوعته ابنته الصغيرة آخر العنقود،  لهذا تركه ينعم بحياة مُرفهة حتى حدث ما لم يك يتوقعه أحد حتى حُسّاد الأشهب.

ففي يومٍ قائض أتى (ابورمش) للمنزل مرهقا تالف الاعصاب جراء ازدحام طرقات المدينة المكتظّة بالسيارات وكان بحاجة الى لحظات من الاسترخاء قبل أن يتناول وجبة الغداء ثم يستسلم لقيلولته اليومية التي لا يتنازل عنها مهما كان السبب. وبالفعل رمى غترته وعقاله جانبا وانتثر على (الصوفا) وهو ينفث ما في جوفه من انفاس ملتهبة ليقفز الأشهب على بطنه المنتفخة ففز الرجل لاعنا وهو يقذف بساعده الايمن القط ناحية الجدار فاطلق مواءً شق به هدوء المنزل فهرعت ابنته الصغيرة لمعرفة ما الذي حدث للقطّ، فوجدته يدور في الصالة كالمسعور،

صرخت :بوسبوس .... اسم الله عليك؟

رأى (ابورمش) اهتمام ابنته بالقط أكثر من اهتمامها به، فاشتعلت في داخله نار الغيرة فقرر التخلص فورا من الأشهب واقتلاعه من ذاكرة صغيرته الى الأبد.

تنويه: سأنشر المذكرات على أجزاء، كل يوم أثنين حتى نهاية الحكاية، فتابعوها إن رغبتم,,, 

 

                                                             

4 comments:

  1. سننتظر منشوراتك كل يوم اثنين دكتور عبدالله ونستمتع بئجمل قراءة لك الشكر والتقدير كاتبنا العظيم الدكتور عبدالله

    ReplyDelete
    Replies
    1. أشكرك أخي وصديقي أيمن، أتمنى تجد في الحكاية ما يستحق المتابعة، دمت بخير وسلام

      Delete
  2. البداية ملئتني بالمشاعر والحس الفكاهي يضيف للقصة طابع مميز. اتطلع لقرائة الاجزاء المقبلة.

    ReplyDelete
  3. شكرا جزيلا غادة...أتمنى تعجبك بقية الحكاية

    ReplyDelete

اتصل بنا

Name

Email *

Message *