Monday, June 8, 2020

الأشهب، مذكرات قط شوارع (3)

                              
الأشهب، مذكرات قط شوارع (3)

بعد عصر كل يوم يبدأ التوافد للحديقة وأكثر ما يزعجنا نحن القطط أطفال البشر. يُطاردوننا، يرجموننا بأي شيء في أيديهم.

رأيت يافعا بملابس رثّة يُمسك قطة صغيرة من ذيلها ويًلوّح بها كأنها لعبة وهي تموء بجنون.

لم أحتمل الموقف، ركضت ناحيته وأنا أصرخ بما يشبه الزئير وقد نفشت شعر ظهري ونصبت ذيلي للبدء في الهجوم وحين شاهد شخيري وتكشيرتي القى بالهرّة أرضا وهرب وأنا أركض وراه حتى اعترضني الأرقط.

_ خير، خير يا زعيم ما بك غاضبا؟

-     - الولد المتوحش كاد أن يقتل الهرّة

-     طيب وهل يستحق الأمر كل هذا الغضب؟ اهدأ وتعال أقدّمك لبقيّة الشلّة

-     قلت وأنا مستغرب من موقفه المتخاذل:

 كيف؟ يعني انت تشوف ان قتل هرّة صغيرة من قبل هؤلاء الأوباش أمر عادي لا يستحق الغضب؟

-     أووووه يا ما ح تشوف، قلت لك تعال، تعال معي يا زعيم

ذهبنا حيث حاوية نفايات كبيرة يتسدّح حولها قطط اشكال وألوان وحين انتبهوا لقدومنا غيروا من هيئاتهم ما عدا ثلاثة منهم لم يلقوا لنا بالا

-     قال الأرقط: سلام شلّه

-     الجميع: سلام

رميت الارقط بنظرة نارية قائلا:

-     كأنكم اخذتم طباع البشر. وحتى قلّدتم تحيتهم ،،،خير؟

-     قال:  شكلك حاقد عليهم يا زعيم

-     لا،، لست حاقدا بمفهومهم ولكنني ناقم على سلوكهم و وحشيتهم

-     رد الأرقط:

بحكم معاشرتنا لهم واحتكاكنا بهم عن قرب في هذه الحديقة فقد تطبّعنا بطباعهم ليس حبا بهم ولا بطباعهم ولكن أكل العيش يا زعيم يحتاج الى كثير من التنازلات

-     يعني أصبحتم مثلهم منافقين ؟

-     ليش تسمي التأقلم مع الواقع نفاق؟ اصبر قليلا وسترى.

اثناء حديثي مع الأرقط كانت القطط صامته تنقل النظر فيما بيننا ما عدا الثلاثة إياهم، يبدو بأنهم يصرون على تجاهل قدومي قلت:

-     ما بالهم؟

-     قال الأرقط:

ولا يهمك هؤلاء صيّع وأدعياء منتفخين في الظاهر كالطواويس لكنهم جبناء في المواقف التي تتطلب نُبل الشجعان.

-     قلت: أوووه أمثالهم كُثر في عالم البشر ولو حدثتك عن قصصهم التي وقفت عليها شخصيا اثناء وجودي في بيت (ابو رمش) الله لا يذكره بالخير لكرهتهم أكثر.

-     بعدين... بعدين، دعني أولا أُعرفك على الشلّة التي ستكون عالمك القادم وأنت حُر في قبولك أو رفضك أيّاً من ذلك (الحشد).

     aalkeaid@hotmail.com

ال   الى اللقاء يوم الأثنين القادم


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *