(5)
وقعت كلمة (انتخابات)
كالصاعقة على مسمع الأرقط اذ كان يظن بأنه (قط) كل المراحل والقائد الأبدي دون
منازع فمن اين أتت هذه المفردة الدخيلة وكيف وصلت الى عقول هؤلاء الصعاليك من رفاق
التشرّد والبؤس؟
لا بد وأن العجوز الجاسوس له يد في هذه الحكاية
قالها مُحدّثاً نفسه.
حين تيقن بأن الطبخة
قد بدأت تنضج، نظر بخبث الى الأشهب وابتسم ثم قال ليقطع الصمت:
-
ما
رأيك يا زعيم في ما سمعت؟
وجد الأشهب نفسه في
مأزق أوقعه فيه الأرقط فارتبك ثم تذكّر ما كان يسمعه من حوارات في التلفزيون ايام
عزّ الدلع حينما كان في حضن الصغيرة "سوسو" وهي ملتصقة بوالدها (ابو
رمش) فقال بصوت متهدّج:
- خذوها مني... الانتخابات ما يجي من وراها الا الشرّ وأقول هذا الحكم بعد رصد لحال بعض الناس الذين حاولوا تقليد غيرهم وجرّبوا الانتخابات وهم ليسم بأهلٍ لها فزوروا ثم اقتتلوا ثم تبعثروا ولم يعودوا حتى كما كانوا قبلها.
ثم
تعالوا نسأل لماذا نحن القطط نقلّد البشر في كل أمورهم؟ هل رأيتموهم قد نجحوا في
شؤون حياتهم وتدبير أمورهم؟ الا نستطيع نحن فصيلة السنّوريات أن نبحث عما يصلح لنا
دون غيرنا؟
سادت
همهمة بين القروب وتلاسن قط شاب مع (أبو شنب) حتى كاد أن يقع اشتباك بينهما لولا
تدخّل الأرقط الذي قال:
-
كفى
....اسمعوني أيها الرفاق عندي لكم اقتراح. اعتقد بأنه لا يوجد بيننا أحد يشكك في
مكانة وقدرة الحكيم (الأطمش)، ما رأيكم في أن نذهب اليه ونعرض الأمر عليه وكل من
لدية مطلب أو رأي فليعرضه على حكيمنا العجوز ثم نسمع رأيه؟ لكن قبل أن نذهب لا بد
أن نتعاهد على قبول الحُكم مهما كان.
توجهت أنظار الجميع
ناحية الثلاثي المعارض في انتظار توضيح موقفهم مما طرحه الأرقط.
بعد فترة صمت قصيرة قال (أبو جرب):
-
أشم
رائحة مؤامرة قد دُبّرت بليل!! نحن لا نثق فيك يا الأرقط بسبب مواقفك السابقة
المشبوهة، ولا يعني كلامي هذا التشكيك في الحكيم (الأطمش) رغم أنه قد أصبح عجوزا
هو للخرف أقرب ولكن هو أفخر الموجود.
استلم الأشهب زمام
الحديث فقال:
-
من
كلامك يا (أبو جرب) نفهم بأنكم توافقون مبدئيا لتحكيم (الأطمش) واعتقد بأن
موافقتكم هذه تعتبر خطوة أولى نحو تحقيق اتفاق دائم وشامل يوضح دون لبس أو غموض
أمر زعامة هذا القروب ويمنع الخروج عن طاعة الزعيم وتنفيذ ما يراه مناسبا للجميع.
تململ
(الأقطم) وهو بطبعه ملول عجول فقال:
-
خلاص،،،
فضّوها سيرة، أراكم طوّلتوا الحكاية وهي قصيرة. نقبل تحكيم العجوز (الأطمش)
تهلل وجه الأرقط
وكستًه علامات الانتصار وابتسم بخبث قائلاً:
-
عين
العقل، اذاً هيّا يا رفاق الى الشجرة العتيقة مجلس حكيمنا (الأطمش).
الى يوم الأثنين القادم في الجزء (6)
نتمتع بكتاباتك الشيقه دكتور عبدالله وتشوقنا الي المزيد وفقك الله ورعاك
ReplyDeleteمما يسرّني أخ ايمن أن يعجبك ما أكتب والكاتب لا يكتب لنفسه بل لمن يقرأه، حفظك الله وبارك في عمرك
ReplyDelete