Monday, June 1, 2020

الأشهب، مذكرات قط شوارع (2)

 

الأشهب، مذكرات قط شوارع (2)

             

  • أصبح الأرقط أول أصدقائي فقد كنت في منزل (ابورمش) لا علاقة لي الا بالدلوعة سوسو وسلحفاة عجوز كريهة، ثقيلة الدم لا أطيقها بسبب اهتمام أهل البيت الشديد بها وهي بدورها لا يمكن أن تبادلهم أي مشاعر عكسنا القطط فنحن بنظراتنا نقول لهم شكرا ونظرات أخرى نعاتبهم وثالثة نتوسل اليهم إلا تلك السلحفاة الغامضة ثقيلة الدم لا أحد بامكانه التنبوء بحالتها المزاجية.
  • نفضت قطرات الماء عن جسدي بارتعاشة سريعة لا يجيدها غيرنا نحن السنوريات ثم بدأت ألعق بقية أطرافي ومحاولة نسيان الماضي انتظارا لما سيأتي من اوقات صعبة حسب قول العجوز الذي قال عنه الأرقط أنه جاسوس.
  • -     بعد انتعاشي من برودة الرذاذ قلت:
  • -      -اهلا بك صديق رائع ايها الأرقط، من أي فصيلة سنوريّة أنت؟
  • ذابت تلك الابتسامة المريحة وتلاها تكشيرة ثم نظرة احتقار وقال:
  • - أتيت الينا ايها الأشهب مطرودا، متشردا ونصّبناك زعيما ولكن.....(مممم) والا بلاش أقولها.
  • ران الصمت طويلا وهو يقلّب النظر ما بيني وبين العُشب، ثم قال: 
  • -أكره عنصريتك البغيضة، لا تجعلني أتأسف على  اعترافي بك كزعيم؟
  • -     قلت:
  • -لا تفهمني غلط يا صديقي، فأنا لا أقصد القبيلة ولا الأصل كما يفعل بعض البشر فهذا لا يعنيني لا من قريب أو بعيد، انما كنت أقصد هل أنت من فصيلة الصيّع أو المتشردين، أو منتم لعصابة أو شلّة أو أنت قط مُستقل لا تعبأ بأحد؟
  • -     الأرقط: 
  • -فهمتك الآن، ثم أردف بالقول: أنا بكل صدق أمقت أولئك الذين يتعالون على القطط الملوّنة فها أنت أشهب وأنا أرقط وصاحبتنا أم القطيطات سوداء. أم تراك رغم لون جلدك تميل لتلك المُدللة الشقراء؟
  • -     قلت: هااه أي شقراء؟ 

    قال:-تلك التي تقطن أسفل الشجرة العملاقة في مدخل الحديقة

    قلت:- كيف لي أن أعرفها وأنا للتو صحيت من دوختي؟

    قال:-اووه نسيت ، اعذرني فهي تشغل بالي طوال الوقت وستعرف لاحقا لماذا؟ المهم، هل أكلت؟

    قلت:-لا... لازلت على لحم بطني بعد أن رفسني المجرم ابو زفت أقصد ابو رمش.

    قال:-حسنا تعال اليوم أنت معزوم عندي يا زعيم.

aalkeaid@hotmail.com

أُكمل يوم الأثنين القادم


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *