Thursday, July 16, 2020

ملك الغابة المريض




                        ملك الغابة المريض


يُحكى أن الأسد قد أصيب بمرضٍ غامض لم يُعرف تشخيصه. فأعلن المتحدث الرسمي باسم (عرين) الملك بأن هنالك جائزة كُبرى ووظيفة مرموقة (أبديّة) لمن يستطيع تشخيص العلّة ويصف الدواء الشافي.

بدافعٍ من ذلك العرض المُغري تقدّم الصادق بجانب الكاذب، المجنون قبل العاقل، الطامح كتفاً بكتفٍ مع الطامع، المتخصص وذاك الطرطنقي.

جاءت الحشود، فشوهدت طوابير عند البوابة. أحتار الحاجب من يُدخِل أولاً على الأسد المريض.

استغل حيرته تلك ثعلب عجوز قد أصفرّت شواربه من أثرِ دخان سجائر (ابو بس) قائلا لن ينفعكم غير بني ثعلوب فهم للطبابة أهل، ومعالجة الغوامض تخصص، فاسمح لنا أن نبدأ قبل غيرنا، وأضمن لك  أن الملك سيشفى فورا وبالتالي سيُنعمْ عليك أيها الحاجب العزيز بوظيفة (الوزير الأول)

بعد ما سمع الحاجب  الطامح عرض ثعلوب تراختْ رُكبه وضخّ ادرينالين شهوة السلطة والتسلّط في شرايينه فتهدّل حنكاه وسال لعاب شدقيه وسمح لثعلوب بحديثٍ شخصيّ يعني (راس براس)

في اليوم المُحدد دخلت (للعرين) كتائب بلا عدد من الثعالب فاختفى من المشهد الحاجب والملك والحُرّاس، فقط مناكب ثعلوبية متراصّة كتفا بكتف.

أكّد شاهد عيان بأنه قد سمع نداء استغاثة مبحوح وكأنه صوت الحاجب:

إننا نختنق بين الأذيال المتشابكة، من أنتم؟ هذي آخرتها؟


No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *