المرايا الخادعة
الخوف شعور فطري يولد مع الانسان فكان يخاف الحيوانات
الشرسة، بجانب خوفه من كل مجهول لديه كالنار مثلا قبل أن يطوعها لمصلحته ثم اصبح
يخاف من المخترعات التي لم يك يتخيل وجودها فخاف من الأصوات التي تصدر عن الراديو
وأعتقد أن الجن يتكلمون ثم جفل من التلفزيون فكيف يدخل غريب (أي مذيع التلفزيون) الى
المنزل.
إذا الانسان يخاف مما
يجهل وفي أحسن الأحوال يجفل منه قبل أن يفهمه ويتآلف معه.
قصة قديمة قرأتها في
كتاب عن الموروث الصيني تحكي حال شاب انبهر حين رأى صورة والده المتوفى على شيء
يبيعه أحد التجار فسأل عن كنهه فأوضح التاجر أنها (مرآة/ مرايا) رغم ذلك اشتراها
وخبأها في صندوقه وفي الأيام التالية بدأ يتوارى فيصعد إلى السطوح ويُخرج (المرآة/المرايا)
لتأمل الصورة الجليلة التي يظن أنها لوالده وسرعان ما لاحظت زوجته تصرفاته الغريبة
وذات يوم وبعد أن صعد إلى السقيفة لحقت بهِ ورأته يُخرج شيئاً غريباً ثم ينظر فيه
طويلاً باستمتاع، انتظرت حتى نزل وفتحت الصندوق فاكتشفت الشيء ونظرت فرأت وجه إمرأه
فثار غضبها ونزلت واشتبكت مع زوجها في شجار وتصعّد الموقف عندما ظهرت راهبة على
باب المنزل فطلب الزوجان منها أن تحكم بينهما فصعدت الراهبة إلى السقيفة وعادت
قائلة : " إنها مجرّد راهبة !"
في الحكاية دلالات ومعان كثيرة أحدها أن الجهل بالشيء يؤدي للوقوع في ورطات ومآزق.
No comments:
Post a Comment