ماذا قدّمت لوطني؟
التساؤلات تُحرّض
أحيانا على فتح حوار مع النفس لحرث الكوامن وإخراج الحقيقة المدفونة بفعل التجاهل وربما النسيان في أحسن الأحوال.
السؤال الذي يراود كل
مواطن صالح: ماذا قدمت لوطني؟
للبحث عن إجابة لهذا السؤال ستبرز تلقائيا الى الذهن المسؤوليات الوظيفية أو ما أُوكِل
للفرد من تكليفات وهذه تعتبر في حُكم الواجبات التي يفترض تنفيذها بكل أمانة
وإخلاص.
أيضا أثناء ذلك البحث
سيبدأ عند البعض عرض شريط ذهني خام (أي غير مُمنتج) فمنهم من يود استمرار العرض
لزيادة رضا النفس ومعاهدتها على تصحيح الأخطاء والارتقاء بالعطاء.
ومنهم من سيُطفئ الشاشة
في بداية أو منتصف العرض بسبب تقريع الضمير والخجل من التقصير أو سوء الأداء.
أما الغالبية (وأرجو
أن أكون مُخطئاً) فلا يوجد لديهم أصلا مثل ذلك الشريط الذهني فهم سادرون في حياتهم
كيفما أتفق فلا تساؤل ولا إجابات!
حينما يُلح السؤال مرّة أُخرى : ماذا قدّمت بالفعل لوطني؟
تذكّر أحدهم بأنه قد
رفع العلَم الأخضر على سيارته في اليوم الوطني وطاف مع أطفاله شوارع المدينة تلّوح
أياديهم الغضّة بكل ما هو أخضر. لم يكتفِ بهذا بل كان صوت الأناشيد والأغاني
الوطنية يتعالى من مسجل سيارته وهو منتشٍ بكل زهو بوطن "فوق هام السحب"
مثل هذا تكون شاشة
ذهنه مشوشة ولم يُجب على السؤال بشكل يُسكِتْ صوت ضميره تماما.
البعض الجاحد سيقول :
يا أخي ماذا قدّم لي وطني فأنا سأنتظر وبعدها يمكن أن أُقدّم بقدر ذلك العطاء !!
ومثل هؤلاء تنطبق عليهم مقولة الرئيس الأمريكي الراحل جون ف كينيدي " لا تسأل عن ماذا قدّمت لك أمريكا
بل اسأل ماذا قدمت أنت لأمريكا"
أيها القوم: صحيح
بأننا نتغنى ليل نهار بحب الوطن وننسج أجمل (كلام) نظري بينما يبقى السؤال معلقا:
ماذا قدمنا للوطن من أفعال؟
حفظ الله بلادنا
وأهلها من كل مكروه.
No comments:
Post a Comment