Saturday, August 14, 2021

الإخفاق في الاقناع

                          الإخفاق في الإقناع

لا يمكن أن يكون الكلام في المنصات والوسائل الاتصالية المختلفة لمجرّد الحكي اذ لابد أن يكون هناك بطبيعة الحال هدف ما ولكن هل بالفعل تحقق ذلك الهدف أو جزء منه قياسا لسيل الكلام الذي قيل؟

بكل صدق أقول يُصرف على الرسائل الاتصاليّة الموجهة (فيما يُعتقد أنها للتوعية) الكثير من المال والوقت والجهد لكنها في النهاية تُخفق في التأثير على المُتلقي ورغم عدم وضوح تأثيرها الا ان  تلك العجلة مُستمرة في الدوران بنفس سرعة ماكينة الحكي. ما السبب يا تُرى؟

أهو فشل في الخطاب وأسلوبه؟

أم في عدم قناعة مُتلقّي الرسالة بها وما تحتويه؟

أو هو في فشل المُرسل ذاته وعدم قدرته على الإقناع؟

حين تسمع أو تقرأ عبارة تقول "القرار يعود لك في فعل كذا أو عدم فعل كذا". ثُم يشرح مُرسل الرسالة ما يود إيصاله، تعرف الفرق بينها وبين عبارة: افعل كذا ولا تفعل كذا أي خطاب وصايّة على عقلك بامتياز وعدم ترك مساحة لاختيارك وكأن الأمر سيُفرض عليك بالقوّة شئت أم أبيت.

لا احترام لعقل الإنسان في الخطاب وبالتالي لا احترام للخطاب ولا للرسالة الاتصاليّة. المعادلة بكل بساطة هي: حين يُحترم العقل ويُترك له القرار تصل الرسالة ويدوم مضمونها. المضمون هو الجوهر ومن هنا يفترض الاشتغال على الطريقة المُثلى التي يمكن استخدامها كي يصل ذلك المضمون أو جزء منه على الأقل بشكل واضح لا لبس فيهِ ولا تدليس ما بالك بالتهويل.

السؤال: ماهي مآلات عدم احترام عقل المتلقي بشكل عام ؟

أعتقد من وجهة نظر شخصية بأن النتاج هو فقدان المصداقية وبالتالي الانصراف عن الرسالة ومرسلها ناهيك عن محتواها.

من يستطيع منكم تذكّر ولو رسالة اتصاليّة (توعوية) واحدة بقت في ذاكرته؟


تمت قراءة هذا النص في نادي (من كل بحرٍ قطره) على تطبيق كلوب هاوس





No comments:

Post a Comment

اتصل بنا

Name

Email *

Message *